التوصية بهذا على Google
عادة يقوم الطبيب بتحويل المريض إلى المعمل للوصول إلى تشخيص مؤكد للمرض أومتابعة تطور المرض ، وفى بعض الأحيان يقوم المريض من تلقاء نفسه بالتوجه إلى المعمل لعمل تحاليل دورية ( Check up ) بهدف الاطمئنان على صحته .
وفى جميع الحالات فإن من واجب المعمل إصدار نتائج دقيقة وصحيحة ، وبالطبع لن يتم ذلك إلا إذا إتبعت الشروط الصارمة التى تضعها المنظمات العالمية لإجراء التحاليل الطبية وإدارة المعامل مثل هيئه مراقبه الجوده الامريكيه(CAP) ومنظمه الأغذيه والأدويه الامريكيه (FDA) .
وأهم الشروط والمقاييس التى يجب توافرها لتحقيق ذلك هى :
أولاً : الأطباء المتخصصون
أهم عنصر فى المعمل هو الأطباء خاصة إذا علمنا أن مهنة التحاليل الطبية تنقسم الآن إلى أكثر من ثمانية تخصصات دقيقة ، ولايمكن لطبيب واحد أن يتقنها جميعاً ؛ فمثلاً فى الولايات المتحدة الأمريكية إنتهى عهد الطبيب الذى يدير معمل خاص بمفرده وأصبحت المعامل مؤسسات ضخمة عملاقة تحتوى على عدد كبير من الأطباء المتخصصين والأجهزة الحديثة .
وبالطبع ليس هناك مايمنع من عمل غير الأطباء بمعامل التحاليل الطبية بشرط أن يعمل كل فى تخصصه فقط وبشرط أن تكون المسئولية الإدارية والجنائية للطبيب حتى يمكن محاسبة هذا الطبيب فى حالة وقوع خطأ جسيم بواسطة نقابة الأطباء .
اذاً فقد يسمح القانون الحالى لأستاذ بكتيريولوجيا التربة خريج كلية الزراعة مثلاً أن يفحص الرحم للمرأة ويشخص سبب الإفرازات ، أو أستاذ أمراض الدم خريج كلية الطب البيطرى أن يشخص سرطان الدم ( الليوكيميا ) للإنسان علماً بأن التشخيص الصحيح لايمكن أن يتم إلا من خلال الطبيب الذى درس ومارس مهنة الطب البشرى وتخصص فى أحد فروع التحاليل الطبية وهى :-
تحاليل الأورام والأنسجة ( Histopathology )
تحاليل أمراض الدم ( Hematology )
تحاليل الكيمياء الاكلينيكية ( Chemistry )
تحاليل الميكروبيولوجى ( Microbiology )
تحاليل المناعة ( Immunology )
حاليل الطفيليات ( Parasitology )
تحاليل أمراض الوراثة ( Cytogenetics )
تحاليل البيولوجيا الجزيئية ( Molecular Biology )
ثانياً : المحاليـــــــــل
التطور المذهل فى التحاليل الطبية إنصب معظمه فى مجال المحاليل المستخدمة للتشخيص خاصة فى مجال الالتهاب الكبدى الوبائى والهرمونات وتشخيص الأورام عن طريق الدم وقياس المخدرات والمنشطات إلخ.....
وصاحب هذا التطور إنقراض الطرق التقليدية لتحضير المحاليل وأصبحت المعامل تستعمل محاليل جاهزة التصنيع وهو مايسمى ( Kits ) . وطبعاً لايسمح باستعمال هذه المحاليل إلا بعد المرور باختبارات الجودة المعقدة والدقيقة من مراكز عالمية متخصصة .
لذلك يقع على عاتق أطباء التحاليل الطبية الإلتزام بعدم شراء محاليل رخيصة الثمن غير مضمونة النقاوة وغير مصنعة طبقاً للشروط العالمية حتى لاينتج عن ذلك نتائج إيجابية أو سلبية خاطئة وحتى لاتختلف النتائج من معمل إلى أخر .
وقد رأينا مؤخراً فى فرنسا ضجة كبرى بسبب التشخيصات الخاطئة لمرضي الإيدز نتيجة إستعمال محاليل غير دقيقة وغير قادرة على تحديد الإصابة بالفيروس وتم إستبعاد مجموعة من هذه المحاليل نهائياً .
ثالثاً : الأجهـــــــــــــزة
لاشك أن إدخال أجهزة التحليل التلقائى ( Autoanalysers ) إلى المعامل كانت طفرة كبيرة حيث أن هذه الأجهزة قادرة على التعرف على العينة الخاصة بالمريض عن طريق الليزر وإجراء التحاليل وطبع النتائج تلقائياً وبدقة بالغة وتصل طاقة بعض هذه الأجهزة إلى 900 إختبار فى الساعة ، وللعلم فإن معظم المعامل الخاصة فى الولايات المتحدة الأمريكية أو الملحقة بمستشفى خاص أو أى مستشفى جامعى تعمل الآن بهذه الأجهزة .
ومما لاشك فيه فإن مجرد شراء هذه الأجهزة دون التأكد من وجود طاقم من المهندسين المدربين القادرين على صيانتها وكذلك توافر قطع الغيار وإجراء إختبارات الجودة بالإضافة إلى التدريب الكافى للأطباء الذين يقومون بتشغيل هذه الأجهزة أمر فى غاية الخطورة .
المعامل الحديثة يجب أيضاً أن تتوافر لديها شبكة كمبيوتر لتنظيم عملية طبع أسماء المرضى وترقيم العينات وكتابة أنواع التحاليل المطلوبة والشروط المطلوبة لأخذ العينات ومواعيد تسليم النتائج إلخ....وذلك من خلال ادخال نظام (Barr Coding) والذى يمنع الخطأ البشرى فى ادخال العينات على الأجهزة وكتابة النتائج
كذلك فإنه يجب أن يتوافر بهذه المعامل عدة أجهزة أساسية مثل أجهزة تقطير المياه ، أجهزة تكييف ومثبتات للتيار الكهربائى وماإلى ذلك .
رابعا":
إذاً ، لدقة نتائج التحاليل الطبية ولضمان عدم تضاربها من معمل إلى آخر فيجب أن تتوافر الشروط السابقة وهى الطبيب والكيميائي المتخصص المدرب تدريباً جيداً وأجهزة التحليل التلقائى الدقيقة والمحاليل مضمونة النقاوة والمصنعة طبقاً للشروط والمواصفات العالمية بالإضافة إلى أهمية إتباع المريض للتوجيهات الخاصة بكل نوع من التحاليل مثل الصيام فى حالة إجراء تحاليل الدهنيات وطريقة التعقيم عند أخذ مزرعة للبول والإمتناع عن الجماع لمدة ثلاثة أيام على الأقل فى حالة تحليل المنى وعدم تقسيم عينات الباثولوجى إلخ...... ، ويجب أيضاً على المريض إبلاغ المعمل بالأدوية التى يتناولها أو أى عملية نقل دم أو علاج كيميائى أو إشعاعى قد تكون تمت له .
وأرى أيضاً أنه يجب على أطباء المعمل كتابة تخصصاتهم والكلية التى تخرجوا منها بوضوح على اليفط خارج المعمل وعلى جميع مطبوعاتهم منعاً لأى لبس عند المريض .
0 التعليقات:
إرسال تعليق