السبت، 14 يوليو 2012

سرطان الكبد والأشعة التداخلية

التوصية بهذا على Google


هل سمعت من قبل عن حالة أصيبت بسرطان الكبد ؟... لعلك سمعت قبل هذا ولعلك سمعت نفس الأمر من قبل بأن هذا المريض يعانى من تليف مزمن بالكبد كان الفيروس الكبدى الوبائى (ج) أو (ب) سببا فيه حدوثه ...


انظر معى لتلك الصورة




ماذا ترى ... فى الجانب الأيسر يشير السهم إلى كتلة بيضاء فى كبد متليف تظهر بوضوع فى تلك الأشعة المقطعية ولكنها لماذا بيضاء ؟ لعلك سمعت من قبل ان هناك أشعة بالصبغة ولعل فى تلك الصورة مايشير أن تلك الكتلة تستقطب الصبغة إليها وتمتصها بكثافة أكثر من باقى نسيج الكبد لأنها كتلة ورمية خبيثة تكون لنفسها شرايين مغذية بكثافة أكبر من النسيج الطبيعى حتى تنمو بشراسة ... ولهذا سمى السرطان بهذا الاسم !!
لعلك ترى فى المنتصف صورة توضح التصوير الشريانى لقسطرة بداخل الكبد يقوم طبيب الأشعة التداخلية بإدخالها موجهة عبر جهاز الأشعة إلى الشرايين المغذية للورم فيحقن تلك الصبغة حتى تظهر لديه تلك الشبكة المعقدة من الأوعية الدموية التى تغذى الورم حتى يقوم بحقنها بمادة خليط من مستحضر كيماوى قاتل للأورام مع مادة تغلق الشرايين مع مادة أخرى دهنية تقوم بحمل الدواء لأوعية الورم الدموية وتثبت على جدرانها حتى يستمر مفعول الدواء طويلا ... ينتج عن ذلك ماتراه فى الصورة اليمنى من لون أبيض براق فى الأشعة المقطعية يبين بوضوح نجاح تلك العملية فى انكماش هذا الورم الخبيث ويبين ابيضاض الورم التركيز الشديد لتلك المواد المحقونة بالقسطرة الشريانية ..
هذا بالتفصيل مايسمى بالقسطرة الشريانية فى علاج أورام الكبد والتى تمثل الحل الأشهر فى القضاء على أورام الكبد ... ولكن للأسف أحيانا مايعود الورم للانتشار مرة أخرى وهذا بالطبع يعود إلى أن الخلايا التى تم القضاء على تفرز تلك المواد التى تزيد من فعالية تكوين الأوعية الدموية التعويضية لتلك التى تم غلقها ... هذا بالطبع يحتاج إلى متابعة دورية من طبيب الأشعة وطبيب الكبد المختصين بالمريض وأحيانا ما نلجأ لوصف ذلك الدواء الأشهر والأكثر تكلفة من أدوية الأورام وهو السورافينيب (Sorafenib) حتى يمنع تلك المادة من إحداث أثرها ...
....................
انظر معى لتلك الصورة الأخرى ..




سترى على اليسار صورة لورم بالكبد بيضاء اللون وعلى اليمين صورة لنفس المريض ولكن بها هذا الورم تحول إلى حجم أكبر ...
أولا ابيضاض الصورة على اليسار راجع لأن تلك صورة بالرنين المغناطيسى وليس بالأشعة المقطعية وهما الاثنين يعتبران كوسائل فحص مقبولة فى الكشف عن أورام الكبد وفى متابعتها ... أما كون لونها أبيضا فهذا راجع أيضا لنفس السبب الذى تم شرحه سابقا ولكن مع اختلاف نوع الصبغة لتتوافق مع فيزياء الرنين المغناطيسى (بالطبع هذا الكلام مبسط وشرحه يحتاج إلى مقالات أخرى مكملة) ... أما باليمين فنرى صورة بالأشعة المقطعية للكبد وقد أصبح يحتوى على رقعة سوداء أكبر حجما !! هنا يرجع الأمر لأن تلك هى المكان المتبقى بعد حرق الورم بالتردد الحرارى عن طريق إدخال ابرة إلى قلب الورم وتم توجيهها بداخل الورم عن طريق استخدام الأشعة التليفزيونية أو المقطعية وقد قامت بحرق الورم مع زيادة على الأقل 1 سنتيميتر حوله لأن كل الأورام تحتوى على خلايا سرطانية متبعثرة خارج الكتلة الأصلية تمثل بؤرا للانتشار ... فيظهر لنا تأثير حرق الورم موضعيا كبقعة سوداء (تمثل الخلايا الميتة) أكبر حجما من الورم الأصلى !!
هنا مانحدد بصدد قوله أن تلك هى الوسيلة الاخرى من وسائل الأشعة التداخلية للقضاء على أورام الكبد بطرق ميسرة وسهلة ...
هنا نجد ان العلم قد قدم طرقا تداخلية لاتستلزم إقامة طويلة فى المستشفى لأن كلها عمليات تصنف على أنها عمليات اليوم الواحد تقوم بها عيادات أورام الكبد فى جميع أنحاء العالم وفى مصر والتى تعتبر رائدة فى هذا المجال عالميا ...
وبالطبع فهناك طرق أخرى لعلاج أورام الكبد مثل زراعة الكبد واستئصال فص من الكبد جراحيا
...
الأشعة التداخلية هى ذلك العلم الذى يبحث فى وسائل تشخيصية وعلاجية متميزة وغير تقليدية لتشخيص وعلاج بعض الأمراض عن طريق إدخال أنبوب أو إبرة أو قسطرة إلى مناطق الجسم املختلفة وتجويفاته ويتم توجيهها لمكان الإصابة عن طريق مختلف وسائل الأشعة التشخيصية المختلفة مثل الأشعة السينية أو المقطعية أو التليفزيونية
مثلما توضح تلك الصورة التوضيحية




أما بالنسبة لمريض الكبد العادى فإن الاحصائيات قد أثبتت ان حوالى من 10 إلى 20 بالمئة من مرضى تليف الكبد أو الالتهاب الكبدى الفيروسى (ب) معرضون للإصابة بأورام الكبد فى فترة ما من حياتهم هذا سيؤدى بالتالى إلى أنه يجب ان ينصح الطبيب أى مريض بالمتابعة الدورية بالأشعة التليفزيونية على الكبد كل ثلاثة أشهر ...
لماذا إذن ثلاثة أشهر ؟ لأنها تلك الفترة التى يمكن لنا بها أن نكتشف أورام الكبد فى بداياتها عندما يكون حجمها أقل من 5 سم وهذا هو الحجم الفاصل بين نسبة الشفاء والتى قد تصل إلى 100 فى المئة إذا كان أقل من هذا الحجم أو أقل من خمسين بالمئة إذا كان أكبر من هذا الحجم والذى من الممكن أن يصل إليه الورم السرطانى بالكبد لو تم إهمال فحصه لمدة أبعد من ثلاثة شهور ...


د.احمد عوض بيصار
مدرس مساعد الأشعة التداخلية
فريق كل يوم معلومة طبية 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More